كلما أردت الكتابة في موضوع حساس ترددت كثيراً ووضعته على جنب حتى تأتيني الشجاعة الكاملة لنشره، لكنني لا أعتقد أن هناك موضوعاً انتظر النشر لفترة مثل هذا الموضوع، ليس لأنني أشك بصحة ما فيه لكنني أعرف مدى حساسية المواضيع الدينية لدى البعض ممن يقومون بردة الفعل قبل التفكير، لكن الآن جاء الوقت وعنوان الموضوع هو “أفعال تنفر من الإسلام وأصحابها لا يشعرون”…أكرر كلمة “لا يشعرون”، لان هناك كثير ممن يشعرون ويلبسون العمامات ويربون اللحى وينفرون من الإسلام الحنيف.
أعتقد أن طرح الموضوع هذا مهم استجابة لقوله عليه الصلاة والسلام “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ”، وكان يقصد بذلك الحديث من يطيل الصلاة على الناس:
- أن تصور الإسلام ديناً للوحوش وليس للبشر، فمثلاً أن تفرح بموت طفل عند إنجابه لأن والده غير متزوج من أمه وأنه كان ابن زنا ويستحق الموت، وهذا يناقض قوله تعالى ” وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى”.
- الاهتمام بالتفاصيل الدينية التي لا تتعلق بجوهر العقيدة ومحاولة فرضها على الأخرين متناسياً أن الاختلاف رحمة، فأنا شافعي أقول “بسم الله الرحمن الرحيم” في سورة الفاتحة عند الصلاة ولست ملزماً بوجهة نظر مذاهب أخرى لأن هناك اختلاف والاختلاف رحمة… لا تأتِ وتصرخ بوجهي “لا تكررها فهذا خطأ”، لأنني سأقول بنفسي “من قال لك إنك الرجل الذي على حق؟”.
- تقديس الأشخاص وترفيعهم عن قيمة البشر العاديين والدفاع عن أخطاء واضحة لهم، فمن ثبت عليه السرقة نطالب بعدم المساس به لأنه عالم دين بل ربما نشرنا له درساً عن احترام ملكية الأخرين، ومن ثبت دفاعه عن أنظمة فاسدة نمنع الكلام عنه لأنه فوق البشر…والسؤال “لماذا؟”.
- بعض من يضيفون كلمات لا معنى لها في الفيسبوك إلى جانب الديانة، مسلم وأفتخر!، لم يقلها محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته وهم الأكثر أحقية بها، فماذا أثر بك الإسلام؟…أرني هذا ثم افتخر!
- ناشرو القصص الخرافية ومحاولة إقناعنا بأنها كرامات، طبعا القصص تكون “رجل كان يمشي في مكان ما”… من هو الرجل؟.. ما هو المكان؟؟…أعطني تفاصيلاً لأعرف حقيقة القصة قبل نشرها وإلا كان من حقي أن أقول “كذب لأنها غير واقعية”.
- المهتمون بالهجوم على المذاهب الأخرى ومنافسيهم من العلماء الأخرين أكثر من معالجة عيوبهم الشخصية.
- الطائفيون والمتطرفون!
- الذين يعتقدون أن أخذ المعلومات أو المقولات من أخرين ولو كانوا يعبدون الشجر خطأ، ويظنون أن علينا الانغلاق على طريقة الجيتو اليهودي أيام أوروبا.
- الفاضحون بدلاً من أن ينصحون، فيأتيك أمام كل الناس ويقول لك “هذا حرام وعليك ذنب”، ولا يعرف أن ينتظر لينصحني لأكون معه لوحدي.
- أصحاب إزدواجية المبادىء، فهم معك ملاك ملتزم بالإسلام بكل حذافيره لكنهم أمامك مع شخص أخر له مبادىء أخرى!
- الذين يحاولون تصوير انتقادك لتصرف شخص متدين أو فتوى يتضح تناقضها مع روح الإسلام على أنه كفر وإلحاد، وهم يجعلونك تشعر بأن المطلوب منك تسليم عقلك عند الوفاة كما استلمته.
- المصفقون لأن فلاناً أسلم ويسارعون لنشر القصة وعادة ما تكون خاطئة، وحتى لو كانت صحيحة؟، فماذا يزيد هذا من قيمة الإسلام أو ينقصه؟… وصلت بنا الأمور إلى التصفيق لإسلام باريس هيلتون “قصة كاذبة طبعاً” ونسينا أن باريس هيلتون توصف بالسذاجة حول العالم، فهل نقول مبروك ساذج اختارنا؟؟؟.
- المتباهون وهم لا يشعرون، فما معنى أن تضع صورتك على الفيسبوك وأنت تصلي؟.. وما معنى أن تكتب قبل كل صلاة أمام الناس بأنك ذاهب لتأديتها؟… ذلك فرض وعمله لا تميز فيه صدقني والتباهي فيه يضيع أجره.
هؤلاء من حصرتهم، لست أنتقدهم ولا أبرىء نفسي من هذه الأفعال، بل أذكر نفسي قبل الأخرين بما سبق، لكن ربما تفيد بعض من لا يشعرون بخطئهم!